عدد الرسائل : 15 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 31/03/2008
موضوع: حقوق النبى صلى الله علية وسلم علينا الأربعاء أبريل 02, 2008 6:44 am
[size=2 4] [size=9][size=16]نقل الإمام البيهقي في شُعبِ الإيمان عن الحَليمي أنه قال : معلوم أن حقوق رسول الله صلى الله عليه أجل وأعظم وأكرم وألزم لنا وأوجب علينا من حقوق السادات على مماليكهم ، والآباء على أولادهم ؛ لأن الله تعالى أنقذنا به من النار في الآخرة ، وعصم به لنا أرواحَنا وأبدانَنا وأعراضَنا وأموالَنا وأهلينا وأولادَنا في العاجلة وهدانا به ، كما إذا أطعناه أدّانا إلى جنات النعيم ، فأية نعمةٍ توازي هذه النعم ؟ وأية مِنّةٍ تُداني هذه المِنن ؟ ثم إنه جل ثناؤه ألزمنا طاعتَه ، وتوعدنا على معصيته بالنار ، ووعدنا بأتباعه الجنة . فأيُّ رُتبةٍ تضاهي هذه الرتبة ؟ وأيةُ درجةٍ تساوي في العلى هذه الدرجة ؟ فحقٌّ علينا إذا أن نحبَّه ونجلَّه ونعظِّمَه ونَهيبه أكثر من إجلال كلِّ عبدٍ سيدَه ، وكلِّ ولدٍ والدَه ، وبمثل هذا نطق الكتاب ، ووردت أوامر الله جل ثناؤه . قال الله عز وجل : ( فَالَّذِينَآمَنُواْبِهِوَعَزَّرُوهُوَنَصَرُوهُوَاتَّبَعُواْ النُّورَالَّذِيَأُنزِلَمَعَهُأُوْلَـئِكَهُمُالْمُفْلِحُونَ ) فأخبر أن الفلاح إنما يكون لمن جمع إلى الإيمان به تعزيرَه ، ولا خلاف في أن التعزير ههنا التعظيم . وقال : ( لِتُؤْمِنُوابِاللَّهِوَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُوَتُوَقِّرُوهُ ) فأبان أن حقَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمته أن يكون معزراً موقّراً مهيباً ، ولا يعامل بالاسترسال والمباسطة كما يعامل الأكْفَاء بعضُهم بعضا . قال الله عز وجل : ( لاتَجْعَلُوادُعَاءالرَّسُولِ بَيْنَكُمْكَدُعَاء بَعْضِكُم بَعْضًا ) فقيل في معناه : لا تجعلوا دعائه إياكم كدعاء بعضكم بعضا فتؤخِّروا إجابته بالأعذار والعلل التي يؤخِّرُ بها بعضُكم إجابة بعض ، ولكن عظموه بسرعة الإجابة ، ومعاجلة الطاعة ، ولم تُجعل الصلاة لهم عذرا في التخلف عن الإجابة إذا دعا أحدَهم وهو يصلي ، إعلاما لهم بأن الصلاة إذا لم تكن عذراً يُستباح به تأخير الإجابة فما دونها من معاني الأعذار أبعد . انتهى كلامه – رحمه الله – . ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم : أن نُعظّم كلامه صلى الله عليه وسلم فلا نعرض كلامه على كلام غيره ، ولا قوله على قول غيره كائنا من كان من الناس . بل نعرض كلام الناس على كلامه صلى الله عليه وسلم فما وافق سُنّتـه قبلناه ، وما عارضها رددناه ، وضربنا به عرض الحائط ، كما كان الأئمة الأربعة وغيرهم يقولون . ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم أن يُفهم عنه كلامه على مُرادِه هو صلى الله عليه وسلم لا على مُراد غيره . قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية : فيجب أن يفهم عن الرسول مراده من غير غلو ولا تقصير فلا يحمّل كلامه ما لا يحتمله ، ولا يُقصر به عن مراده وما قصده من الهدى والبيان ، فكم حصل بإهمال ذلك والعدول عنه من الضلال والعدول عن الصواب ما لا يعلمه إلا الله ، بل سوء الفهم عن الله ورسوله أصل كل بدعة وضلالة نشأت في الإسلام ، وهو أصل كل خطأ في الفروع والأصول ، ولا سيما إن أضيف إليه سوء القصد ، والله المستعان . [ وأصل الكلام لابن القيم في كتاب الروح ] ومن حقوقه صلى الله عليه وسلم : أن نأخذ أقواله مأخذ الانقياد والتسليم . سواء وافقت أهوائنا أم لا . وسواء علمنا الحكمة منها أم لم نعلم . وسواء وافقها العلم الحديث أم لا . فكم من الناس اليوم يرد أقوال النبي صلى الله عليه وسلم الصحاح بحجة أنها لا توافق العلم الحديث ! وهل العلم الحديث قد أوتي العلم كلّـه ؟؟ ( وَمَاأُوتِيتُممِّنالْعِلْمِإِلاَّقَلِيلاً ) وكم من عائب قولاً صحيحاً *** وآفته من الفهم السقيم كم عاب عائب حديث " إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ، ثم لينـزعه ، فإن في أحد جناحيه شفاء ، وفي الآخر داء " . رواه البخاري وما هي إلا سُنيّات من عُمره حتى أثبتها الطب الحديث ، فعاد من أنكر الحديث يجرّ أذيال الخيبة ليُثبت الحديث !! ما هكذا يُعظّم جناب النبي صلى الله عليه وسلم . بل هذا يُنافي توقيره صلى الله عليه وسلم . فالواجب الانقياد والتسليم له صلى الله عليه وسلم . ولنقل كما قال إمام دار الهجرة : إذا صـحّ الحديث فهـو مذهبي . فالشأن أن يصحّ الحديث ، فإذا صح الحديث فلا عبرة بقول قائل . والله المستعان ، وعليه التكلان . [/size] [/size][/size]